-A +A
منى السقاف monaalsaggaf8@
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 وخروج آلاف الجنود بتشوهات خلقيه مرعبة؛ كان على العالم التحرُّك لإنقاذ البشرية، فأُنشئ «التجميل» لهدف سامٍ ونبيل وهو مساعدة المنكوبين من آثار الحروب، والكوارث الطبيعية (الزلازل والبراكين)، وظل هذا العلم يخدم البشرية ويضمد جراحهم، وحين وصل العالم إلى 2010؛ أتخذ عالم التجميل مساراً آخر، إذ لم يعد يلجأ إليه المشوهون والمنكوبون فحسب بل الأصحاء أيضاً، إناثاً وذكوراً طلباً للتغيير والتجديد.

لن أتطرق إلى «التجميل» من الناحية الشرعية فله أهله ومفتوه، لكني سأسلِّط الضوء على بعض الأسباب التي أدت إلى اللجوء إلى هذه العمليات وفي مقدمتها «تجميل الأنف» الأكثر انتشاراً:


أولاً: الأسباب النفسية؛ وهي من أهم الدوافع وأقواها، فالتنمر وانعدام الثقة والاكتئاب جميعها تجعل المصاب يلجأ للتجميل.

ثانياً: مجاراة المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي وتقليدهم (مع القوم يا شقرا).

ثالثاً: الإعلانات الترويجية لمراكز التجميل لجذب العملاء وإغرائهم لخوض هذه التجربة.

وأقول: لقد اشتقنا أن نرى الجمال الطبيعي والحقيقي الذي كنا نشاهده في نجمات «هوليوود» و«بوليوود» والسينما المصرية القديمة، أما نجمات اليوم فمعظمهن شوهن التجميل، وحقيقة لا أعلم أين الجمال في وجوه وأجساد بدت متشابهة، بل إن الجمال يكمن في الاختلاف (فلولا الاختلاف لبارت السلع)، خُلقنا مختلفين في ألوننا وأشكالنا، وهذا هو جمالنا، ولا مانع من استخدام «الفلر» و«البوتكس» لإخفاء التجاعيد وترميم ما أفسده الزمن، ولا لعمليات التزييف والتغيير، مئات الملايين من الدولارات تنفق كل عام على عمليات التجميل أو بالأصح «التزييف».. فهل للجمال الطبيعي من عوده؟!.